أراء: الهجره غرباً

الصحراء الغربية
المصدر: flickr.com/neiljs

بقلم: أحمد عصمت

 التنمية الاقتصادية في مصر تكاد تكون متوقفة ويعوقها سلوكيات ارتجاعيه كالتردد والمماطلة  واللامبالاة في أليات اتخاذ القرار وماله من انعكاسات سلبيه على البيئة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مما أفرز نتائج محبطة ألخصها في :

  • إنهاك روح المبادرة حتى تَسَآمَتْ.
  • حوافز منخفضة القيمة الحالية والمستقبليه.
  • انخفاض الإنتاجية وركاكتها.
  • انخفاض الدخل.
  • انخفاض الإدخار.

حضرت محاضرة ألقاها الدكتور فاروق الباز في أحد قاعات الجامعه الأمريكيه بالقاهرة في خريف 1996..كانت بعنوان “The Origin of the Egyptian Civilization”.. كانت من أولى مقابلاتي مع فكره ابداعيه نتجت عن تجسير اثنين من العلوم..الجيولوجيا والتاريخ.

ماقاله الدكتور فاروق الباز يومها أن اكتشافات أقمار الاستشعار Meteosat قامت بالتقاط ما هو مدفون تحت تباب وغرود صحراء مصر الغربية من مسارات وأوديه لما كان في وقت ما شبكات عملاقه من الأنهار الموسميه في حقب زمنيه قديمة تزيد عن ال8500 عام مضت.

وقتئذ كان سكان الوادي يُنَمون مهاراتهم في الزراعة بالغمر واستئناس الماشيه والطيور و وقدرات بناء وعمارة .. وفي الغرب كان قاطني الاقليم الغربي الاستوائي يطورون مهارات الزراعة بماء الأمطار والملاحة البريه وعلوم الفلك والفروسية. لكن طرأت تغيرات مناخيه شامله على كوكب الأرض بتغيير قطبيته المغناطيسيه أدت لتغيير جذري في اتجاهات الرياح. ذاك دفع برمال الصحراء الكبرى للزحف شرقا مغرقةً الأودية ومساري السيول طاردة بالتبعيه سكان الاقليم الغربي إلى الشرق..حيث التقى المصريون في حالة عرفها الباز بلحظة بداية الحضارة المصرية.

حقيقة ما ذكره الباز ناقض سابق معرفتي بهذا الشطر من أرض مِصر.. إذ سمحت لي ظروف عملي بأن أكون ملاح لدورية برية بعيدة المدى بدأت وانتهت بالسلوم ولكن من خلال بحر الرمال الأعظم وحتى هضبة الجِلْف الكبير في الجنوب الشرقي من الأراضي المصرية. حيث رأيتها أرض منبسطة رمليه ..هوائها عطر بالبراءه.. “عين دلة” ماؤها غير آسن لذة للشاربين.. ليلها أجمل من وصف باولو كوهيليو ونهاراها يدفعك للتفاؤل.

التفكير في الإعمار غرباً تبلور في مشروع مفيض توشكى المتعثر نسبيا..ونظريا في مشروع ممر التنميه الذي عرضه الدكتور الباز في الصحف المحليه في عدة مناسبات. في خطاب منه للكاتب الراحل سلامة أحمد سلامة .. فند الراحل العظيم د.رشدي سعيد مآخذه عن ممر التنميه والتي اقتصرت على استحالة انشاء مجتمعات زراعيه في أراضي صحراويه اعتمادا على مخزون المياه العذبه العميق المعروف بالخزان النوبي.

لم يكتفي د.رشدي سعيد بشرح مآخذه عن مشروع ممر التنميه فحسب ولكن طرح تصور له عن استغلال المنطقة المحصورة بين الساحل الشمالي ومنخفض القطارة جنوبا وحتى سيوه غربات بربطها بوادي النيل عن طريق شبكة محكمة من المواصلات والاتصالات.

احقاقا للحق دراسة الباز جيولوجيا ومجتمعيا ممتازة ..ولكنها ليست كذلك مائيا واقتصاديا.. وفشل للأسباب  الآتيه:

  •  بدأ البارز عرض مشروعه على الحكومة المصرية ربة أرباب آلهة البيروقراطيه كي تفعل ما تراه مناسبا حيال المشروع.
  • تخيل الباز..ناصري النزعه والهوى أن زخماً مجتمعيا حول المشروع كفيل بتليين الصلب. حاول تحويله لمشروع قومي يحبه الناس وله في ذلك حق لكن لم يكن اقتصاد الدولة المصرية جاهزا له.
  • عندما تعثر وتباطأت المشاورات والحوارات تعرض المشروع للنقد من أكاديميين موضوعيين وتعرض للنهش من غير الموضوعيين.
  • تفكيرالدكتور فاروق الباز في التنميه انطلاقا وانضواءا تحت شعارات اليسار عن اكتناز الكرامة بامتلاك الخبز.

واحقاقا للحق ايضا.. فكرة رشدي سعيد رائعه.. جيولوجيا ومائيا ومجتمعيا .. ولكن اقتصاديا ليست كذلك للأسباب الآتيه:

  • طرح الفكرة بأدوات اشتراكيه
  • المشروع الحلم حُدِدَ سقف أمانيه وطموحه بامكانيات الحكومة المصرية.

 مِصْر”جديدة”

ها وقد قامت “الثورة” وأطربنا الشباب بمطالب العدالة اجتماعيه..”قيادات” اشتراكيين بينما لهم شركات قطاع خاص..نشطاء اشتراكيين بينما عائلاتهم عريقة في الرأسماليه..اعلاميين ناصريين لكن تجارتهم لو أيام عبدالناصر لكانت أول الصناعات المأممه..

سألت العديد والعديد من شبيبة الناصريين والاشتراكيين عن مخرج لبلد به 90 مليون يعيشون على 8% من مساحتها ونسبة بطاله وصلت ل13%  واحتياطي نقدي أقل من 10 مليار دولار وتستورد 60% من احتياجاتها وقطاعها العام متعملق والخاص محاصر. لم أجد اجابة.

 ها وقد قامت الثورة .. وطفق العالم الغربي يخصف عليها من الاطراء والتملق ما يكفينا تيهاُ أربعين عاماً. انعقدت في كامب ديفيد قمة مجموعة الثمانيه في مايو 2011 لبحث ما تستطيع المجموعة أن تفعله لدعم الدول في منطقة الشرق الأوسط في مراحل الانتقال التي تمر بها بعد الحراك السياسي المسمى الربيع العربي تحت مبادرة عرفت ب Deauville Partnership عارضة ما يقرب من 30 مليار دولار في صورة “شراكة” تدر نفعا متبادلا على الطرفين..لا في صورة مانح ومتسول.. ولا إعانه ومَعُول..

المصدر: http://www.iie.com/publications/papers/williamsonkhan20120210ppt.pdf

المصدر: http://www.iie.com/publications/papers/williamsonkhan20120210ppt.pdf

الشاهد..جاء رئيس منتخب في في انتخابات حرة نزيهه بمشروع للنهضه قال أن اعداده استغرق منه 20 عاماُ.. ثبت بالدليل القطعي عدم جدوى تطبيقه لأبعد من 20 دقيقة..فشل مدقع حتي الأن..أسوأ من  أن يحصل على أموال وثقة رجل أعمال. يبدو أن مصر تسقط فيما تقرأ سقوطا حرا في بئر بلا قرار.

أين المخرج لليوم التالي للغد؟ اجابات متطايره كقطرات ماء آسن سقط فيه حجر..بلا رابط او هوادة..

أرى..أن الحل علي عكس مجرى التاريخ والمنطق.. الحضارة المصرية القديمة بدأت بهجرة حول الوادي الضيق طوى..والحضارة المصرية الحديثة ستبدأ بالهجرة من الوادي لفيافي المنطق الحر بدون محددات.. لإقليم يناهض ما جُبِلَ عليه المِصريين.. دور الحكومة هو ليس تخطيط أو قيادة هذه الهجرة، ولكن الاعتراف بهذا الاقليم كجزء من نطاق مسئوليتها المحدده و الضرورية

  • الاعلان عن انشاء الاقليم الغربي للجمهورية المِصريه.
  • تخطيط  حدود ادارية للإقليم مرورا بعلامة الكيلومتر 25 من طرق المرحلة الأولى
  •  توقيع الحاكم السياسي للجمهورية المِصريه على اتفاقية Deauville Partnership.
  • تشرع السلطة التشريعة للحاكم السياسي للجمهورية المِصريه قوانين عمل على مبادئ السوق الحرة.
  • تشرف حكومة الحاكم السياسي للجمهورية المِصريه على :
    1. انشاء المرحلة الأولى لشبكة أنابيب أسمنتيه عميقه لنقل المياه العذب للإقليم الغرب.
    2. انشاء المرحلة الأولى لشبكة طرق سريعه عيارية طبقا للخريطة.
    3. انشاء المرحلة الأولى لحدود عمرانيه لمدن صناعيه تستوعب كل منها ربع مليون نسمة قابلة للتوسع للضعف كحد أقصى.
    4. إنشاء ميناء حاويات مُمَيَّكَن عصري غرب العلمين.
  • ترفع الحكومة كفاءة طريق قنا سفاجا وتربطه بالطريق 1111.

الجدول التالي بمسافات وعدد حارات المرحلة الأولى وتكلفتها التقديرية 8 مليار جنيه مصري بسعر 4/4/13
387281_520256304682449_188498115_n

تعلن السلطة الحاكمة للجمهورية المِصريه عن

  • عن إعادة تمركز وحدات من القوات المسلحة في النقاط الحاكمة واللازمة لتأمين الإقليم من العدائيات.
  • توفير كافة القوة البشرية ومستلزمات معايير الأمن والتأمين للمدن الجديدة ونطاقاتها من جهاز شرطي غير مركزي وقوات مسلحة مركزية.
  • فتح حق انتفاع للجميع الأراضي للمدن الجديدة بقيود بيئيه فقط.
  • رفع كافة الضرائب المباشرة بأنواعها عن المشروعات السكنية والصناعية والخدمية المزمع أن يقيمها المستثمر.
  • انشاء منظومة تقاضي اقتصادي عصري كفؤ يحمي الملكية العينية والفكرية يخدم الاقليم الغربي فقط.
  • تطبيق القواعد الاستثماريه بالتساوي بين المستثمر المصري والعربي والأجنبي.
  • رفع كافة القيود الاحتكارية والتعريفات الجمارك على البضائع القادمة لصالح المدن الصناعيه بالاقليم الغربي.
  •  رفع كافة القيود على صادرات الاقليم الغربي.

فكر فيها كده…