رأي: أسئلة لبكرة وبعد بكرة

*كتبت هذه المقالة قبل أحداث اليوم، 1/يوليو والتي فسرها البعض كمقدمات انقلاب من الجيش على الرئيس محمد مرسي
الاخوة الفرحانين بالاحداث المتوقعة، المقتنعين بان الثورة و اسقاط مرسي هيعني نهاية الاخوان، و بدء دولة الشباب و الحرية والقانون، ياريت بس تاخدوا في بالكم ان من اكتر من 50 سنة، و اثناء معاناة الاخوان المسلمين ايام عبدالناصر، كان في واحد متعلم درس في امريكا اسمه سيد قطب. بعد ما سيد قطب دخل السجن، حاول يجاوب علي سؤال بسيط “ليه رغم ان الاخوان عايزين الخير للمجتمع و ليهم اتباع كتير، فشلوا الفشل الذريع ده، و استطاع عبد الناصر تحطيمهم بسهولة؟” الاجابة اللي وصل لها هي ان السبب الرئيسي هو مساندة الجماهير لعبدالناصر ورفضهم للأخوان. كون ان الشعب رفض الشريعة الاسلامية، فسره سيد قطب بان المجتمع و الشعب ككل اصبح جاهلي فاسد، رافض للمجتمع الاسلامي، و بالتالي، ينبغي اصلاحه و تقويمه لتمكين حكم الله في الارض. من الفكرة دي، ابتدا ظهور جماعات تمارس الارهاب تحت شمسية الجهاد الاسلامي، في مصر و العالم كله.
تخيل نفسك في مكان شاب اخواني، انت دلوقتي لعبت بالادوات الغربية للديموقراطية – الديموقراطية بالنسبة له هي عدد اصوات في الصندوق و بس , مالوش دعوة بسيادة القانون او الديموقراطية الليبرالية و الكلام ده ” و سبتك من الجهاد و الفريضة الغائبة، علي الرغم من كدا المجتمع برضك مش سايبك تحكم، لأ وكمان بيهاجم و يحرق مقراتك، و حاصر مسجدك. طبعا من رابع المستحيلات انك تقتنع انك فشلت في الادارة، او بفشل المشروع الاسلامي من اصله، لان بالنسبة لك، الاسلام لا يفشل، و اسلمة المجتمع هي الطريق الوحيد عشان ينهض. يبقي التفسير الوحيد ان المجتمع ده فاسد ضد الشريعة، لأ و ضد ربنا كمان، و الحل الوحيد بعد فشل الانتخابات المستوردة من الغرب، هو الفريضة الغائبة، الجهاد.
زمان، لما كان في لسه دولة مصرية، قعدنا 15 سنة علشان نقدر نهزم الجهاديين في الصعيد، و دول عددهم صغير جدا بالنسبة للاخوان. الاخوان بقى قدرت احد الدراسات عددهم في مصر في 2008 بحوالي نص مليون او اكتر(1) و دول اعضاء الجماعة فقط، غير عدد المتعاطفين، و المحبين، و اعضاء الجماعات الاخري زي الجماعة الاسلامية و الجهاد …. الخ، اللي يادوب بداوا يتعاملوا مع الناس باللسان. عايزك كدا تتخيل حجم المأساة اللي احنا متجهين ليها .
انا عارف ان معظم الناس فكرت في السيناريو ده، وقررت ان الجيش المصري هيحمينا. بس ياريت و انتا بتفكر كدا، حط النقطتين دول في دماغك :
اولا: السيد الفريق اول عبد الفتاح السيسي، اللي حاليا وزير الدفاع و القائد العام، كان رئيس المخابرات الحربية من بعد احداث يناير 2011، هي نفس المخابرات اللي مقدرتش تمسك الراجل الملثم اللي فجر خط الغاز اكتر من 15 مرة
ثانيا: الجيش المصري بيقوم على التجنيد، تجنيد شباب مصريين زيي و زيك، و حتى الضباط و ضباط الصف برضوا مصريين، الناس دي من الشعب، و هتلاقي بعضهم اخوان او اسلاميين او ليهم قرايب اخوان و ولائهم مش مضمون لقادتهم في المطلق.
باختصار : بعيدا عن السيناريوهات الوهمية اللي بتخترعها النخبة المصرية حاليا، ازاحة مرسي بالقوة او بالثورة هاتؤدي الى تدهور حال البلد اكتر من اللي هي فيه، و لو فاكر ان “مفيش اسوء من الحال دلوقتي” يا ريت تفتكر انك كنت بتقول نفس الكلام ايام مبارك، و في السنتين اللي فاتوا.
ممكن حد يسأل ايه الحل ؟؟ هل نسيب الاخوان يسيطروا علي كل مفاصل الدولة ؟؟ بصراحة كل المسارات سيئة، وكلها فيها تمن هيتدفع، لكن ده مش مدعاة للعشوائية، المسالة تحتاج لحسابات متأنية لتقليل الخساير بقدر الامكان. في رايي، الحل الامثل في الوقت الحالي هو مساندة المؤسسات (القضاء , الاعلام .. الخ ) في حربها مع الأخوان. ده هايخلي الأخوان مش قادرين ياخدوا أي خطوات جدية في المشروع الاسلامي. في نفس الوقت، نبني بديل و نفوز في انتخابات مجلس الشعب الجاية، و الشورى لو اتحل. ممكن حد يسأل ازاي نبني البديل؟ ردي ان من سنة كان في واحد استطاع رغم الهجوم عليه، واتهامات بالجملة، و محاولة عزله بقانون، انه يحوز علي ثقة و اصوات نص الشعب المصري تقريبا, اعتقد ان الاجابة هناك.

  1. http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=102988